لمن كان له قلب

كانت أول أمس النتائج الرسمية لطلاب المراحل التعليمية الأساسية والتي كانت مناسبة عظيمة لتعود البسمات وتنفرج الأسارير وتعلن القلوب فرحتها بجني الثمار وحصادها بعد السهر والتعب في زرع بذور النجاح برغم الحصار والمتاعب التي نعيش في واقع مجتمعنا الغزي ومشاكله التي لا تعد ولا تحصى ولكن برغم ذلك يبدع أبناء فلسطين وأبناء غزة الإباء وطلابها موصلين بذلك رسالة مفادها أننا نعشق الحياة ونحبها لا بل والتفوق والنجاح فيها مع العيش بكرامة ورفعة رأس كما كان ذلك في ميدان المقاومة والإبداع فيه كذلك ميدان العلم والتعلم .
كان يوما رائعا ابيضت فيه وجوه قوم وعبست فيه وجوه آخرين وجنى القائمون على العملية التعليمية بما فيهم معلمونا الأفاضل الكرام حصاد وثمار جهدهم وتعبهم وكذلك الآباء والأمهات ومجتمعنا ككل .
ولكن في ظل هذه المناسبة الطيبة سؤال يطرح نفسه بقوة في خضم الواقع التعليمي الذي نحياه بل أسئلة كثير تثار ؟!!!!!!!! هل تسير العملية التعليمية في بلادنا كما يرام ؟؟( بغض النظر عن واقع الحصار وتبعاته –لان فلسطين ومنذ سني النكبة تتعرض للحصار تلو الحصار وكانت المنظومة التعليمية ترفع شعار التحدي والكفاح وحققت أعلى النتائج برغم الاحتلال والنكبات المتتالية) هل أخذ معظم طلابنا درجاتهم التي بالفعل حصلوها عبر الامتحانات سواء الفصلية والنهائية ؟ أم أن سيف الترفيع الآلي ما زال مسلط على رقابنا ؟ هل معظم مدارسنا بخير وتتوفر فيها البيئة التعليمية التعليمية المناسبة والتي من خلالها تدار العملية التربوية بمخرجات مرجوة وجيدة ؟ ماذا عن سلوكيات طلابنا وبالذات الثانويين الأخلاقية والتربوية ؟ وماذا عن المدخنين الطلاب ؟ وماذا عن المناكفات السياسية والحزبية الموجودة داخل مدارسنا سواء على مستوى المدرسين أو الطلاب ؟ إلى متى سيظل المدرس في ذيل قافلة الاهتمام سواء المادي أو المعنوي ؟
ماذا عن تطوير المنهاج التعليمي وتخفيف أحمال الشنطة المدرسية التي أصبحت مرهقة للطالب ؟
صرخة مدوية لكل المعنيين ( الوزارة – المديرية- النقابة – أولياء الأمور – المؤسسات التربوية والثقافية ) إليهم جميعا هل أتاكم الخبر ؟
طالب جاء ليستلم شهادته ومعه السيجارة في إحدى المدارس هنا في غزة؟!!! هل سمعتم عن ذلك الطالب الذي هدد المدرسة والمدرسين إذا لم ينجح بالحرق والتدمير ؟
هل علمتم بذلك الطالب الذي وعد بالنجاح إذا ما نام في بيته وترك المدرسة والمدرسين في حالهم مداراة لمشاكله وأفاعيله مع المدرسين والطلاب ثم في نهاية العام يعطى شهادة النجاح بناء على الوعد المقدس ؟
هل تعلمون قصة المفرقعات والأكواع التي تلقى في مدارسنا ؟
هل سمعتم ببعض أولياء الأمور الذي هدد وتوعد إذا رسب ابنه بالهلاك والثبور لكل من تجرا على ذلك ؟ وحينما سئل عن وضع ابنه التعليمي أجاب بان ابنه لا يستحق النجاح ولكن لا بد أن ينجح لان هناك من هو أضعف منه ينجح ويرفع ؟!!!!!!!!!!!!
يا أيها المعنيون – يا مجتمعنا المحلى - يا كل من تقرا مقالي , ما سردته ليس من ضرب الخيال ولا يجري في بلاد أخرى -انه في غزة التحدي والصمود والإباء التي قهر ت جلاديها .
ما ذكرته ليس من باب رسم صورة سوداوية وقاتمة عن واقع العملية التعليمية مع علمنا التام بما نعيشه من أوضاع يرثى لها ولكن لا يعقل أن نعلق كل الأسباب على شماعة الأوضاع والاحتلال الذي نعيش وكذلك مع علمنا التام أن هناك من الصور والنماذج المشرفة التي ترفع رؤوسنا عاليا .
لكن ما ينبغي التفطن له هي مسالة الواقع المأساوي الذي وصلت إليه بعض مدارسنا فلا بد لكل المعنيين - وكلنا معنيون بنجاح العملية التربوية – أن يأخذوا دورهم الواجب في إنجاحها وهذا لا يستثني أحد من صناع القرار إلى الوجهاء والمخاتير إلى أولياء أمور الطلاب إلى الشرطة إلى الطلاب أنفسهم و كل من كان (له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد )؟!!!!!!!!!

محمد شفيق السرحي