هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 معالجة الإسلام للحسد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
وتبقى حماس
مشرف
مشرف



عدد الرسائل : 81
تاريخ التسجيل : 08/06/2008

معالجة الإسلام للحسد Empty
مُساهمةموضوع: معالجة الإسلام للحسد   معالجة الإسلام للحسد I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 17, 2008 3:22 pm

معالجة الإسلام للحسد



د. زياد إبراهيم مقداد

الحسد الذي نتعوذ منه ونسأل الله عز وجل أن لا يصيبنا هو: "كراهة النعمة وحب زوالها عن المنعم عليه" والحسد بهذا المعنى حرام، وهو من صفات المنافقين، فقال تعالى: " إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا "، [آل عمران: 120]، وكذلك فإن الحسد من صفات الكفار من أهل الكتاب، قال تعالى: " وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم " [البقرة: 109].

ومن هنا فإن من واجب المسلمين أن يبتعدوا عن الحسد فيما بينهم لما فيه من أضرار على الدين وأضرار على المجتمع وأضرار على الفرد، فضرره على الدين من حيث التشبه بالكفار والمنافقين، ومن حيث إنه يأكل الحسنات، قال (صلى الله عليه وسلم): "الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب"، وعلى المجتمع والفرد من حيث إنه يقطع أواصر الأخوة والتواصل والتعاون، قال (صلى الله عليه وسلم): "لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا". كما أنه قد يكون سبباً من أسباب الصراع والنزاع، قال (صلى الله عليه وسلم): "أخوف ما أخاف على أمتي أن يكثر فيهم المال فيتحاسدون حسد إبليس لآدم عليه السلام وتكريم الله له، فحسده إبليس على ذلك فكانت المعصية والكبر".

أما كيف نعالج الحسد ونتقيه فيكون:

أولاً: بأن تعرف حقيقته وأضراره في الدين والدنيا، فهذا مما يدفع المؤمن أن لا يقترف هذا الذنب وأن يبتعد عنه.

ثانياً: أن يعلم أن هذه الدنيا بكل ما فيها من متاع وزخارف وسلطان هي زائلة وهي لا تساوي عند الله جناح بعوضة، قال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } [الحديد: 20] فإذا علم الإنسان هذه الحقيقة فعلامَ يحسد الناس أو يحقد عليهم أو يغضب منهم.

ثالثا: أن يكثر من ذكر الموت، فما أكثر عبد من ذكر الموت إلا قل فرحه وقل حسده قال معاوية: "كل الناس أقدر على رضاه إلا حاسد نعمة فإنه لا يُرضيه إلا زوالها"، وقال الشاعر:

كل العداوات قد تُرجى إماتتها *** إلا عداوة من عاداك من حسد

رابعاً: الإنفاق والصدقة، سواء الزكاة الواجبة أو الصدقة المستحقة، ذلك أن الإنفاق والعطاء والزكاة يوثق العلاقات بين الأغنياء والفقراء ويزرع المحبة والأخوة بينهم ويقرب المسافات مما يسبب عدم انتشار ظاهرة الحسد.. ذلك أن الحسد إنما ينتشر ويتفشى عندما يرى الفقير الغني قد أدار ظهره له ومنعه حقه ويتمتع بالمال دونه.

هذا وليعلم الحاسد أن حسده لن يضر به أحداً إلا بإذن الله، وأن النعمة لا تزول بحسد الحاسد، فالأرزاق بيد الله عطاءً ومنعاً، بل إن المحسود ينتفع في دينه ودنياه.

أما في دينه، فلأنه مظلوم من جهة الحاسد خاصة إذا وصل الحسد بالحاسد إلى درجة فعل الغيبة وهتك الستر والافتراء، وذكر المساوئ فهذه هدايا يُهديها الحاسد للحسود يجدها حسنات يوم القيامة حيث يكون الناس في أمس الحاجة للحسنة الواحدة.

وأما منفعته في الدنيا، فإن المحسود يجد حاسده وقد لفه الهم والشقاء والحسرة حيث يتقطع قلب الحاسد وهو يرى النعمة والخير يصيب غيره، وهذه النعمة التي تمنى الحاسد زوالها عن المحسود هي نعمة دائمة باقية شاء الحاسد أم أبى، بل ربما يُبتلى الحاسد بعين ما يتمناه للمحسود، وقلما يشمت شامت بمساءة إلا ويُبتلى بمثلها، حيث قالت عائشة (رضي الله عنها): "ما تمنيت لعثمان شيئاً إلا نزل بي حتى لو تمنيت له القتل لقتلت".

فيما أيها الحاسد عُد إلى رشدك واجتنب الحسد فإنه مرض خطير وشر مستطير ضرره يعود عليه قبل أن يصيب غيرك.

ويا أيها المحسود لا تخشى الحسد والحاسدين فإن النعمة والرزق بيد الله " وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ " وثق بأن الله له ملك السموات والأرض بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معالجة الإسلام للحسد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الملتقى الاسلامي :: ملتقى المحاضرات الصوتيه والمرئية-
انتقل الى: