زلزال الصين وإعصار ميانمار

مشرف عدد الرسائل : 81 تاريخ التسجيل : 08/06/2008

د.زياد إبراهيم مقداد

برغم ما توصل إليه الإنسان من تقدم علمي وتطور مادي في كل مجالات الحياة، إلا أنه بقي عاجزاً عن دفع ما يواجهه من مخاطر طبيعية كالزلازل والأعاصير والبراكين، وغيرها من أسباب الإهلاك والدمار الطبيعية للأخضر واليابس، للإنسان والحيوان والجماد...وأن كل ما يبنيه الإنسان وما يعمره ويطوره يمكن أن يتعرض للزوال في لحظات أو ساعات معدودات..

وهذه رسالة إلى بني البشر الذين طغوا وكفروا وفسقوا واعتدوا، أنكم لستم أسياد الأرض ولا تتحكمون فيها، بل هناك رب للكون وللأرض وللخلق هو الذي بيده مقاليد الأمور، يرفع ويخفض، يحيى ويميت، يعطي ويمنع وهو على كل شي قدير.

وهذه الحقيقة لا يجادل فيها أو يتجاهلها إلا جاهل أو أحمق أو مستكبر وطاغية، ذلك أن ما نراه اليوم وما حدث على مر الأزمان الغابرة كلها، يؤكد على هذه الحقيقة كما قال ربنا "وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير) الأنعام61. وكما قال سبحانه: (قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين) الانعام11".

هذا وقد أشار ربنا سبحانه وتعالى إلى هذه الظواهر المدمرة وربطها بالظلم تارة وبالذنوب والمعاصي تارة أخرى، وذلك فيه إشارات تحذيرية لبني البشر بأن يستقيموا على أمر الله وأن لا يطغوا في البلاد أو يكثروا فيها الفساد، قال تعالى {فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ}هود82.

وقال أيضاً: {فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} العنكبوت40

وقال سبحانه: {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}الأنعام44

هذا، وإننا نرى اليوم أمام أعيننا ما يطرق مسامعنا، هذه الأعاصير وتكلم الزلازل التي لا تفتأ أن تهدأ حتى تعود لتطل برأسها من جديد، محدثة تدميراً وموتاً وخراباً لا تستطيعه كل قوى الأرض البشرية، وآخر هذه الزلازل زلزال الصين الذي دمر قوى بأكملها، وقتل عشرات الآلاف من الناس، ومن قبل إعصار ميانمار المدمر الذي أغرق أراض شاسعة مع أهلها، فأصابهم ما أصابهم من الدمار والهلاك، وقبل هذا وذاك الزلزال المدمر الذي حدث في جنوب شرق آسيا (تسونامي)، والذي أودى بحياة نحو 300 ألف نفس، وأكثر من مليون مصاب وأكثر من خمسة ملايين مشرد، بالإضافة إلى الخسائر المادية الكثيرة التي تقدر بالمليارات، ولكن هل بالضرورة أن تكون هذه الزلازل وتلكم الأعاصير بسبب افساد البشر وطغيانهم، وإذا كان الأمر كذلك فماذا نقول لضحايا الزلازل والأعاصير الذين يكونون من فقراء المسلمين ومساكينهم، وقد أجاب د. زغلول ا لنجار عن هذا السؤال فقال:

"الحقيقة إن من أصول الإسلام الإيمان بالقضاء والقدر، وإذا تعرض المسلم لشدة من الشدائد وعلاقته بالله طيبة، فإنه مطالب بالرضا بقضاء الله، مع التسليم بأن الحوادث التي تعرض لها هي لمصلحته ولخيره، وإن بدت في ظاهرها على غير ذلك ؛لأنه لا يعلم الحكمة الإلهية مما حدث".

ثم استطرد قائلاً:" أما الذين يقتلون ويصابون بأضرار عبر هذه المحن، فقد يكون ابتلاء من الله لهم تكفيراً لذنوبهم ورفعاً لدرجاتهم وتطهيراً لهم، وقد يكون فيها خير كثير لا يعلمه إلا الله..

فهذه الزلازل والأعاصير إذن عقوبات للعصاة والمذنبين، وابتلاءات من الله للمسلمين وتكفيراً عن ذنوبهم".

على كل حال فإن هذه الظواهر الكونية هي من جنود الله يحارب بها المذنبين والطغاة، ويبتلي بها المسلمين ويطهرهم، وليعتبر الناجون ويتغطوا منها، فهل من معتبر ..

بارك الله فيك اخي
موضوع رائع

مدير عدد الرسائل : 121 تاريخ التسجيل : 07/06/2008

مشكور اخي الحبيب وتبقى حماس على الموضوع الرائع
وحياك الله اخي سامي نورت الملتقى
نسال الله ان تكون في صحة وعافيه

أسأل الله ان يجعلها في ميزان حسناتك