تحذيرأمريكي بحت

تحذير أميركي بحت

قال الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر في معرض حديثه عن القضية الفلسطينية بان لدى إسرائيل حوالي 150 (مائة وخمسون) قنبلة نووية في ترسانتها العسكرية، وطبيعي أن الرئيس كارتر يعرف ما لا يعرفه الكثيرون عن قوة إسرائيل العسكرية وإفصاحه عن بعض ما يعرفه جاء ليؤكد نوايا إسرائيل ليس فقط الدفاعية وإنما أيضا العدائية، إذ كيف تستطيع إسرائيل أن تفسر هذا العدد الضخم من الأسلحة النووية التي تكفي لتدمير نصف الكرة الأرضية، وليس فقط الدول المجاورة لها إلا لتؤكد بان لها نوايا هجومية وليس فقط دفاعية، وهذا الوضع بلا شك سيفجر حالة من عدم التوتر على الساحة الإقليمية ويشجع بعض دول المنطقة على الإسراع في تطوير الأسلحة النووية ردا على الأخطار الناتجة عن هذا العدد الهائل من السلاح النووي لدى إسرائيل.

وطبيعي أن إيران ستكون المرشحة الأولى من دول المنطقة للرد على الخطر النووي الإسرائيلي والشروع بتحويل برنامجها النووي السلمي إلى برنامج نووي عسكري، وهذا ما أكدته مؤخرا وكالة الطاقة النووية التابعة للأمم المتحدة (IAEA) حيث جاء تقريرها الأخير لينذر بنوايا إيرانية خفية حول برنامجها النووي.

وعلى هذا الأساس سيكون لدى طهران هذا النوع من السلاح الفتاك عاجلا أو آجلا، لكن المشكلة لن تقف عند الحد الإيراني إذا حصلت إيران على هذا النوع من الأسلحة الفتاكة سيجعل دولاً أخرى في المنطقة تفكر مليا بإجراءات مماثلة للرد على الخطر الجديد الصادر عن طهران والشروع بتطوير الرادع العربي على الأسلحة النووية الإسرائيلية والإيرانية على حد سواء.

وعلى هذا الأساس ستنتشر الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط بسرعة متناهية، حيث يزيد التوتر القائم فيها في هذا الاتجاه العسكري المحموم لدى العديد من دول المنطقة القادرة اقتصاديا وفنيا لتطوير الطاقة النووية السلمية ومن ثم تنطلق لتطوير الطاقة النووية هذه لأغراض عسكرية ودفاعية في المستقبل.